الميدان الرياضي : رأفت علي وأسباب أخرى وراء تفوق الوحدات
التاريخ : 2024-12-28

رأفت علي وأسباب أخرى وراء تفوق الوحدات

أنهى الوحدات مشواره في مرحلة الذهاب لبطولة الدوري الأردني، بفوز صريح سجله على الجزيرة أمس الجمعة وبثلاثية نظيفة، لينال ما حققه قبول جماهيره، حيث حافظ على آماله في إمكانية استرداد اللقب الغائب عن خزائنه منذ ثلاثة مواسم متتالية.

واستقر المارد الأخضر مع ختام مرحلة الذهاب بالمركز الثاني برصيد 26 نقطة، حيث قلص الفارق مع المتصدر الحسين إربد إلى نقطتين، لكن في حال فوز الأخير على شباب العقبة في لقاء مؤجل يجمعهما غدًا الأحد، فإن الفارق سيتوسع إلى 5 نقاط.

ورغم أن فريق الوحدات اعتاد على الصدارة، ومركز الوصافة بنظر جماهيره يعتبر كالمركز الأخير، إلا أنه عطفًا على ظروفه الصعبة التي مر بها، يعد ما سطّره من نتائج إنجازًا بحد ذاته.

ويعد ما حققه الفريق بقيادة مديره الفني رأفت علي يفوق المتوقع، ذلك أن الفريق بدأ الموسم وهو يقاتل على الجبهتين المحلية والآسيوية معًا، رغم أنه يعاني بالأصل من محدودية قدراته، حيث حضر الكم وغابت النوعية، ومع ذلك فرض بصمته وقدم مستويات فنية جيدة مقارنة مع حقيقة واقعه، ليحافظ على آماله بتمسكه بمطاردة الحسين إربد المتصدر.

واصطدم المارد الأخضر قبل بداية الموسم برحيل أبرز نجومه عن الفريق، وصعوبة إيجاد البديل المناسب من المحليين، وتمثلت الصدمة الأكبر بملف المحترفين الأجانب، فمن أصل أربعة لم يستفد إلا من محترفه السنغالي أوسينو سيزار، ناهيك عن غياب المساندة الجماهيرية التي تعد سببًا مباشرًا فيما كان يحققه الفريق من بطولات عبر تاريخه.

رأفت علي .. "كنز ثمين" في جعبة الوحدات
يعد رأفت علي المدير الفني للوحدات، أحد أبرز المدربين المحليين الذين أشرفوا على تدريباته منذ فجر التأسيس، فهو تسلم فريقًا متهالكًا منتصف الموسم الماضي، لكنه باجتهاده ومثابرته استطاع أن يصنع عدة أشياء من لا شيء.

وأنقذ رأفت علي المارد الأخضر من موسم للنسيان، عندما نجح الموسم الماضي في قيادته لإحراز لقب كأس الأردن بفوزه في المشهد النهائي على الحسين إربد بطل الدوري بنتيجة 2-1.

وفوز الوحدات بكأس الأردن، كفل له المشاركة في دوري أبطال آسيا 2، وهي البطولة التي عادت على الفريق بفوائد عديدة وبخاصة من الناحية المالية، إذ أنعشت صندوق النادي وأسهمت في حل الكثير من المشكلات، حيث بلغ الدخل المتحصل عليه من هذه المشاركة حتى الآن نحو 450 ألف دولار، وما كان هذا المبلغ أن يدخل خزائن الوحدات لولا إحراز "المارد الأخضر" للقب كأس الأردن.

وفي الموسم الحالي، جددت إدارة النادي عقد رأفت علي رغم مطالبات بعض الجماهير بالبحث عن مدرب آخر، لكن "بيكاسو" لم يلق بالاً للانتقادات الموجهة له، وكان يرد في كل مرة بانتصار سواءً على الصعيد المحلي أو الآسيوي.

ولعل ما يحسب لرأفت علي أنه استطاع أن يخلق توليفة فريق قادرة على إنجاز المهمات، حيث منح الشباب فرصة سد النقص في بعض المراكز، وعرف كيف يوظف اللاعبين وفقًا لقدراتهم، كما اجتهد في تحفيز اللاعبين على استعادة مستوياتهم الحقيقية من بعد تراجع ويتقدمهم صالح راتب.

وفي مباريات الدوري، كان الفريق كثيرًا ما يحقق الفوز والنقاط الثلاث في الشوط الثاني بفضل القراءة العميقة لرأفت علي، والخطط التي كان يتبعها وفقًا لقدرات المنافس، فكان النجاح حليفه، ولو تعاقد الوحدات مع مدرب أجنبي، لربما لم يحقق ما حققه ابن النادي الذي كان أحد أفضل نجومه في سنوات خلت.

وبقيادة رأفت علي، استنزف الوحدات في مرحلة الذهاب 7 نقاط فقط، حيث تعادل مع مغير السرحان والفيصلي بذات النتيجة 1-1، وخسارته الوحيدة كانت على يد الحسين إربد حامل اللقب بنتيجة 1-3.

قوة هجومية فتاكة
القوة الهجومية الفتاكة كانت كافية لتمنح الفريق التوازن في قوته، فرغم الثغرات الدفاعية الكبيرة والتي كادت تكلف الفريق الكثير، إلا أن المنظومة الهجومية كانت تنتشله بلحظات الحرج.

وشكل الرباعي بهاء فيصل ومهند سمرين والسنغالي سيزار وابراهيم صبرة مصدر القوة التهديفية للفريق، فكل منهم كان يقوم بدوره المطلوب على أكمل وجه، وكان رأفت علي يجيد تهيئتهم ذهنيًّا ونفسيًّا، وبخاصة أن "دكة البدلاء" لديه كانت لا تسعفه كثيرًا.

ويعد الوحدات حتى الآن صاحب أقوى خط هجوم في الدوري، حيث استطاع لاعبوه تسجيل 25 هدفًا في 11 مباراة، لكنه في الوقت نفسه ما يزال يعاني دفاعيًّا، حيث استقبلت شباكه 10 أهداف.

ونجح رأفت علي في بناء منظومة هجومية فاعلة ارتكزت على ثلاثة محاور رئيسة، سرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، التفاهم بين لاعبي خط المقدمة، واستثمار ما يتمتع به لاعبو خط المقدمة من حلول فردية.

أرقام تؤكد مدة فاعلية المنظومة الهجومية للوحدات
وباسترجاع شريط مباريات الوحدات في الدوري، فإن 90% من أهدافه الـ 25 كانت تتحقق من عناصر المنظومة الهجومية الفتاكة.

وتمكن أفراد المنظومة الهجومية في الفريق من تسجيل 20 هدفًا من أصل 25، حيث يعد مهند سمرين هدافًا للفريق برصيد 8 أهداف، يليه ابراهيم صبرة بـ 5 ثم السنغالي سيزار بـ 4 وبهاء فيصل بـ 3 أهداف.

وتوزعت الأهداف الخمسة المتبقية لفريق الوحدات، على فراس شلباية "هدفان" وعامر جاموس "هدفان" ويوسف أبو الجزر.


 
عدد المشاهدات : [ 97 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .